صحيفة عكاظ https://yaseryamani.com/ ar لحظة حقيقة https://yaseryamani.com/mgalat/okaz/%D9%84%D8%AD%D8%B8%D8%A9-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9 <span>لحظة حقيقة</span> <span><span lang="" about="/user/1" typeof="schema:Person" property="schema:name" datatype="">ياسر يماني</span></span> <span>خميس, 09/10/2020 - 17:14</span> <div class="field field--name-field-images field--type-image field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"> <img src="/sites/default/files/2020-04/okaz.jpg" width="640" height="360" alt="مقال لحظة حقيقة للاستاذ ياسر محمد يماني" loading="lazy" typeof="foaf:Image" /> </div> </div> <div class="field field--name-body field--type-text-with-summary field--label-hidden field__item"><p>مرت بي في هذه الأيام تجربة هزتني من الأعماق، بوصول خبر وفاة شخص عزيز من أبناء عمومتي فجأة، وهو الأخ ياسر عبدالله باحويرث رحمه الله، نتيجة أزمة قلبية، وقد كان أصغر مني سنا، وعندما استغربت رد فعلي عزوته للفجأة، أو ربما لأن الفقيد كان مقربا مني، أو لأنه كان شخصية مرحة، واجتماعاتي به في مختلف مراحل العمر كانت دائماً لقاءات على السعادة والفرح، وعلى السخرية من الصعوبات والتحديات، فقد كان من الشخصيات التي تتسم بالبساطة، وخفة الظل، والعديد من الميزات الجميلة الأخرى.</p> <p>ولكن حقيقة الأمر عندما بحثت في داخلي وجدت أن دافع الرهبة -بالإضافة لألمي من فقد هذا الأخ والصديق- هو جرس الإنذار الذي دوَّى داخلي، معلناً أنه في أية لحظة قد يحدث لي ما حدث له، ثم بدأت في طرح الأسئلة: هل أنا مستعد لهذا الانتقال وهذه المواجهة؟ وماذا أعددت لها؟</p> <p><br /> وشرعت في حساب جرد لحياتي، هل قمت بما يجب أن أقوم به؟ هل أجَّلت؟ هل سوَّفت؟ ما هي الرسالة التي كنت أؤديها؟</p> <p>أسئلة كثيرة خلقت صراعا بداخلي، فوجدت نفسي مقصراً في كل شيء، وليس عندي ما أقدمه.. ففزعت إلى الله سبحانه وتعالى بالخوف والرجاء والتوجه إلى هذا الرب الكريم الذي عفوه أوسع من ذنوبي، ورحمته أرجى عندي من عملي -رغم قصوره- الذي لم أقصد به إلا وجهه، مستجلبا به رحمته وعفوه، وقد وهبته من ظلمني، ورجوته أن يستوهبني ممن ظلمت، وأن يغفر لي ما كان له علي من حقوق، ويتحمل عني ما كان لخلقه.</p> <p>وحمدت الله سبحانه وتعالي أن أرشدني في لحظات الوجل والخوف للجوء إليه، والتحقق بالعبودية له، لأقدم بين يديه حبه وحب رسوله، وأن تكون هذه المحبة شافعة لنا ليتغمدنا برحمته ومغفرته لا بأعمالنا، فهذا هو رجائي ودعائي وأملي انطلاقا من قوله: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، وقوله: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا).</p> <p>أخيراً..</p> <p>اللهم إني أسألك أن ترحم أخي ياسر رحمة واسعة، وأن تسكنه فسيح جناتك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن تخلفه خيرا في أهله وولده، وأن تنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين.</p> </div> <div class="field field--name-field-tags field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"></div> </div> <div class="field field--name-field-blog-category field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"><a href="/mgalat" hreflang="ar">المقالات</a></div> <div class="field__item"><a href="/mgalat/okaz" hreflang="ar">صحيفة عكاظ</a></div> </div> <section class="c-comments"> </section> Thu, 10 Sep 2020 14:14:47 +0000 ياسر يماني 31 at https://yaseryamani.com محمد عبده يماني .. في قلوبنا https://yaseryamani.com/mgalat/okaz/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D9%87-%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D9%84%D9%88%D8%A8%D9%86%D8%A7 <span>محمد عبده يماني .. في قلوبنا</span> <span><span lang="" about="/user/1" typeof="schema:Person" property="schema:name" datatype="">ياسر يماني</span></span> <span>خميس, 05/02/2019 - 05:55</span> <div class="field field--name-field-images field--type-image field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"> <img src="/sites/default/files/2020-04/okaz.jpg" width="640" height="360" alt="صور مقالات - صحيفة عكاظ - موقع الاستاذ ياسر محمد يماني" loading="lazy" typeof="foaf:Image" /> </div> </div> <div class="field field--name-body field--type-text-with-summary field--label-hidden field__item"><p>رحمك الله أيها الأب والمربي الفاضل وصاحب الكلمة الطيبة، وها نحن نعيش هذه الأيام ذكرى مرور عامين على انتقالك إلى جوار رب كريم رحيم، وكان يفترض أن تذكرنا هذه المناسبة بألم فراقك ورحيلك عنا بصورة مفاجئة، ولكن حقيقة الأمر أنك لم تفارقنا نحن أهلك وأصدقاءك ومحبيك بل وحتى مجتمعك، فذكراك وأفعالك الصالحة ودروسك الثرية حية في نفوسنا، ولا أقول هذا من باب البلاغة أو المعنى المجازي، فنحن لا نكاد نحضر جمعا أو مناسبة أو اجتماعا خيريا إلا ونجدك حاضرا بآرائك وأفكارك من خلال أصدقائك وزملائك وأهلك وأبنائك، فقد تركت إرثا كبيرا متنوعا إذا ما تأملناه وجدنا فيه مجموعة من المفاهيم ووجهات النظر التي نحتاج إلى دراستها ونشرها، ونموذجا لنهج حياة وعمل صالح يجب تكراره، والمتأمل في مسيرة حياتك يجد أن أهم ما تركته هو تلك الطاقة الإيجابية وأكاد أقول النورانية التي كانت تلازمك، لأنك كنت تستقي همتك من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه وحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم متعلقا بذاته الشريفة وبسيرته المطهرة وأخلاقه الحميدة ومتأسيا به صلى الله عليه وسلم واتخذته محورا في كل ما تفعل، هذه الطاقة هي السر المتجدد عندما يذكرك من عرفك وتعامل معك، فهي تحث الإنسان دائما على الإنجاز وإعمار الأرض بما ينفع الناس وتدفعه إلى الأمام وألا يعترف بالصعوبات، فمن كان يستشعر أن الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم معه لا يخشى شيئا، هذه الطاقة في قوانين الفيزياء لا تأتي من العدم ولا تفنى وإنما تأخذ أشكالا أخرى وتتكيف مع الظروف والعوامل المحيطة وتعطي عطاءا مستمرا متجددا.</p> <p>رحمك الله يا أبي، فنحن لا تمر لحظة من اللحظات في حياتنا دون أن نذكرك أو نذكر ما علمتنا إياه، ونشتاق إليك شوقا كبيرا، ولا يعوضنا عن غيابك عن التواجد بيننا إلا عزاؤنا بأنك في أكرم جوار عند رب الرحمة والمغفرة سبحانه وتعالى، فجزاك الله خيرا على كل ما قدمت لمن عرفته ومن لم تعرفه، وأسأله جل وعلا أن يدخلك جنات الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، فقد كنت نعم الأب ونعم الصديق ونعم الأستاذ.</p> <p>رحمك الله رحمة الأبرار وأسكنك فسيح جناته وجعل أعمالك الصالحة ضياء لقبرك وأرجو أن يبقى ما زرعته في محيطك ووطنك وأمتك من خير يشع نورا إلى ما يشاء الله سبحانه وتعالى إنه سميع قريب مجيب.</p> </div> <div class="field field--name-field-tags field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"></div> </div> <div class="field field--name-field-blog-category field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"><a href="/mgalat" hreflang="ar">المقالات</a></div> <div class="field__item"><a href="/mgalat/okaz" hreflang="ar">صحيفة عكاظ</a></div> </div> <section class="c-comments"> </section> Thu, 02 May 2019 02:55:06 +0000 ياسر يماني 8 at https://yaseryamani.com إسراء التكريم ومعراج العطاء https://yaseryamani.com/mgalat/okaz/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B7%D8%A7%D8%A1 <span>إسراء التكريم ومعراج العطاء</span> <span><span lang="" about="/user/1" typeof="schema:Person" property="schema:name" datatype="">ياسر يماني</span></span> <span>سبت, 08/04/2018 - 06:07</span> <div class="field field--name-field-images field--type-image field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"> <img src="/sites/default/files/2020-04/okaz.jpg" width="640" height="360" alt="مقالات صحيفة عكاظ - موقع الاستاذ ياسر محمد يماني" loading="lazy" typeof="foaf:Image" /> </div> </div> <div class="field field--name-body field--type-text-with-summary field--label-hidden field__item"><p>بأبي أنت وأمي يا رسول الله، يا من بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وكشف الله بك الغمة وجاهدت في الله حق جهاده.</p> <p>كم تحملت في سبيل كلمة الحق، حتى ننعم بهذا النور، فكان من أصعب المواقف أن اجتمع على الحبيب المصطفى جحود قومه وحصارهم له، ثم فقد الأوفياء، عمه الذي يذود عنه في القريب والبعيد، والسيدة خديجة الكبرى حبه الذي ما زال يشد أزره ويخفف عنه، حتى رأينا حبيبنا الأعظم يشتكي لأول وآخر مرة في هذا الموقف العصيب فيقول: «مَا نَالَتْ مِنِّي قُرَيْشٌ شَيْئًا أَكْرَهُهُ حَتَّى مَاتَ أَبُو طَالِبٍ».</p> <p>وفي ذات السنة سافر الحبيب بدعوته إلى الطائف ماشيا على قدميه لعله يجد هناك من يستجيب، فقُوبل بأسوأ مما قُوبل به في مكة، فدعا دعوته المشهورة: «اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي....»</p> <p>ويُسخّر الحق تعالى ملك الجبال ليأتمر بأمر المصطفى فيقول له: «إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ»، فتتجلى الرحمة المحمدية التي جَبَلَهُ عليها ربه فيقول: «بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».</p> <p>ويأبى رب العزة إلا أن يجعل لحبيبه تسرية وتثبيتا يتناسب مع عبوديته الكاملة الخالصة، ورحمته ورفقه بأمته، فيدعوه إلى رحلة سماوية، وحضرة قدسية، وسدرة منتهى، ورتبة تتقاصر دونها الرتب.</p> <p>وبعيدا عن النزاع العلمي حول روايات الإسراء والمعراج، وكونه بروحه أم بجسده وروحه، فهي عطاء منسوب لمالك الملك القدير على كل شيء، لأحب خلقه وأكرمهم عنده، فلا شيء يُستغرب على قدرة الله، ولا شيء يُستكثر على فضل الله لرسوله.</p> <p>والذي يهمنا أنها حادثة ثابتة بنص القرآن الكريم، وصحيح السنة النبوية، فنتعلم منها، ونعتبر بما ورد فيها، ونستفيد منها أن بشرية النبي قرنت بعطاء كبير لا حد له، فالإسراء والمعراج خرقٌ لنواميس الكون، وتجاوز للمعتاد، وتلك صورة إن رسخت في ضمير المؤمن قَدَرَ النبي حق قدره، وعَرَفَ له عصمته وخصوصيته بين البشر.</p> <p>وقد جعل الله الإسراء تمهيدا للمعراج، فكانت رحلته من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى تجهيزا لعقل الإنسان ليستطيع تقبل ما بعدها، فجعل لها شواهد وأدلة قاطعة، جاءت في وصفه للمسجد وصفا دقيقا يعرفه من ذهب من قريش إلى هناك، وأخبرهم بالقافلة التي رآها في طريقه ووقت وصولها إلى مكة، ووصفها لهم وصفا دقيقا لا يدع مجالا للشك.</p> <p>ليأتي بعد ذلك المعراج وهو رحلة غيبية لا يحصل تصديقها إلا بالإيمان برسالة النبي.</p> <p>فكأن الله تعالى خاطب بشرية الناس وعقولهم بالإسراء وما فيه من شواهد عقلية، ثم خاطب قلوبهم وأرواحهم بالمعراج وما فيه من إيمان بالغيب.</p> <p>وجاءت رحلة المعراج لتحقيق غايتين:</p> <p>الأولى: إدخال السرور على قلبه وتكريمه وتبيان مقامه.</p> <p>الثانية: تعليم أمته، وتلقي عطاءات الله لها.</p> <p>فكشف الله لنبيه عن العوالم السماوية وما فيها من عجائب وأسرار، وجاءت الرحلة كلها تَدَرُّجا لتَبيِين مقامه، ابتداء من لحظة ركوبه البراق لمَّا جاء به جبريل عليه السلام «مُسَرَّجًا مُلَجَّمًا فَاسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ فَوَاللَّهِ مَا رَكِبَكَ خَلْقٌ قَطُّ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْهُ، فَارْفَضَّ عَرَقًا».</p> <p>ثم يرى النبي خلال الرحلة مكانة جبريل عليه السلام واستفتاحه أبواب السماوات، وعظيم قدره بين الملائكة، حتى يصل إلى سدرة المنتهى فيتوقف جبريل بكل ما له من فضل حتى قال النبي: «مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس البالي من خشية الله تعالى».، ويكرم الله تعالى نبيه بمناجاته وملاطفته وإجزال العطاء له ولأمته، في مقام لم يكن لغيره. ثم نلحظ علو مقامه الشريف عند ربه عز وجل بعد بلوغه سدرة المنتهى، وما له من دلال عليه، تجلى في مراجعته ربه عدة مرات لتخفيف الصلاة على أمته، ولم يوقفه عن المراجعة بعد أن صارت خمس صلوات إلا حياؤه.</p> <p>وجاءت رحلة المعراج مليئة بالمنح والمشاهد التي فيها ردع للأمة وتشجيع لها، فكانت رحلة كلها بركة ورحمة.</p> <p>فالبشارة بنهر الكوثر رحمة، وتخفيف الصلاة من خمسين إلى خمس رحمة، ومضاعفة الحسنة إلى عشر أمثالها رحمة.</p> <p>وحتى ما ورد في الرحلة من مشاهد العذاب كان رحمة، فقد صورها لنا النبي كأننا نراها، رحمة بنا من أن نقع فيما يوجبها.</p> <p>وبعد انقضاء هذه الرحلة بكل تفاصيلها، يأتي دور التبليغ وما فيه من معاناة وصعوبة، فكيف للعقل البشري أن يصدق قصة خارقة للعادة مثل هذه، وفي هذا الموقف تتجلى طاعة النبي لربه في القيام بأمر البلاغ مهما كانت العواقب.</p> <p>فقعد النبي في اليوم التالي معتزلا حزينا لمعرفته أن القوم سيكذبونه، وكان من زيادة التمحيص مجيء أبي جهل إليه فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ فقال رسول الله: «نَعَمْ». قال: ما هو؟ قال: «إِنَّهُ أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ». قال: إلى أين؟ قال: «إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟» قال: ثم أصبحتَ بين ظَهْرَانَيْنَا؟ قال: «نَعَمْ». قَالَ: فَلَمْ يُرِ أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ، مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَهُ الْحَدِيثَ إِنْ دَعَا قَوْمَهُ إِلَيْهِ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ قَوْمَكَ تُحَدِّثُهُمْ مَا حَدَّثْتَنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «نَعَمْ». فَقَالَ: هَيَّا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ حَتَّى قَالَ: فَانْتَفَضَتْ إِلَيْهِ الْمَجَالِسُ، وَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا، قَالَ: حَدِّثْ قَوْمَكَ بِمَا حَدَّثْتَنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ». قالوا: إلى أين؟ قال: «إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ». قالوا: ثم أصبحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟.." إلى آخر الحديث الذي نعت فيه النبي بيت المقدس ودلل على صدقه بما لا يدع مجالا للشك.</p> <p>وكان يسع النبي أن يبدأ بالمقربين منه ممن يعرف تصديقهم إياه، ولكنه بلاغ وأمانة لا يستطيع إلا أن يؤديها عن ربه حق الأداء، فلم يكتم البلاغ عن أبي جهل، مع علمه أنه سيكذبه، ونرى خبث أبي جهل حين قال للنبي: «أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ قَوْمَكَ تُحَدِّثُهُمْ مَا حَدَّثْتَنِي؟» ومع أنه كان أقوى الناس فطنة، ويعلم مقصد هذا الخبيث، إلا أنه وافقه على إعادة القصة على مسامع قريش أداءً لحق البلاغ، ومسؤولية الرسالة، فلا يراه الله إلا معليا للحق في كل لحظاته وأحواله. ولتكون هذه الرحلة في النهاية تمييزا بين قوم زاغت قلوبهم ولم تتسع لنور تصديق الحبيب، وصديق صدوق، محب فان لسيد الخلق جاءوا ليفتنوه في صاحبه فأعلنها مدوية: «إن كان قال فقد صدق».</p> <p>فهو يعلم أنه الصادق الأمين ويصدقه في خبر السماء، والعهدة في التصديق أن يكون قد قالها صلى الله عليه وسلم. وهذا هو ميزان التثبيت والتأييد للحبيب، ففي مقابل جحد من جحدوا يأتي تصديق من إيمانه يعدل بإيمان الأمة ومكانته عند الحبيب المصطفى لا تجارى ولا تبارى. وستظل دروس وذكرى هذا الفضل الذي خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قائما في أذهاننا نتعلمه ونعلمه ونتمثل منه القيم ونستشعر فضل الله لخلقه بما أكرم به نبيه صلى الله عليه وسلم. والمؤمن حين يقف بين يدي الله خمس مرات كل يوم يقف متأدبا متمثلا قوله صلى الله عليه وسلم: «أرحنا بها يا بلال» وقوله صلى الله عليه وسلم على لسان الحق: «ارفعوا الحُجُبَ بيْني وبين عبدي» فيحصل الخشوع والوصل بين العبد وخالقه، وصل العبودية والمحبة والحياء.</p> <p>ويأتي التشهد الأخير في حوار للعبد مع خالقه متمثلا المعاني الجميلة التي جاءت في فيوضات قاب قوسين أو أدنى، فنخرج جميعا من الصلاة مستشعرين هذا الرباط وهذه العبودية وهذا السقف المنيف العالي من العطاء، فنسير في أمور حياتنا لتحقيق مراد الحق، في فخرٍ بالعبودية، ومحبةٍ هي أصل الأشياء.</p> <p>اللهم يا من أسرى بعبده فضلا وكرما، وعرج به حتى كان في الأفق الأعلى، صل عليه وعلى آله صلاة كما تحب وترضى، يا حي يا قيوم، وسلم تسليما كثيرا.</p> </div> <div class="field field--name-field-tags field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"></div> </div> <div class="field field--name-field-blog-category field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"><a href="/mgalat" hreflang="ar">المقالات</a></div> <div class="field__item"><a href="/mgalat/okaz" hreflang="ar">صحيفة عكاظ</a></div> </div> <section class="c-comments"> </section> Sat, 04 Aug 2018 03:07:47 +0000 ياسر يماني 16 at https://yaseryamani.com أفضوا إلى ما قدموا https://yaseryamani.com/mgalat/okaz/%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%88%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%A7-%D9%82%D8%AF%D9%85%D9%88%D8%A7 <span>أفضوا إلى ما قدموا</span> <span><span lang="" about="/user/1" typeof="schema:Person" property="schema:name" datatype="">ياسر يماني</span></span> <span>أربعاء, 04/11/2018 - 06:05</span> <div class="field field--name-field-images field--type-image field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"> <img src="/sites/default/files/2020-04/okaz.jpg" width="640" height="360" alt="صورة مقالات - صحيفة عكاظ - موقع الاستاذ ياسر محمد يماني" loading="lazy" typeof="foaf:Image" /> </div> </div> <div class="field field--name-body field--type-text-with-summary field--label-hidden field__item"><p>لا شك أن تنزيه النفس والعُجب بالعمل يورث الكبر والعياذ بالله، وهو خُلق شيطاني يجعل الإنسان يعتقد في نفسه الأفضلية عن غيره، وفي الآيات التي تناولت موقف إبليس من أبينا آدم ـ عليه السلام ـ عندما أمره الله بالسجود فاستنكف واستكبر قال تعالى: (مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)، دلالة على غضب الله عليه لاعتقاده بأفضليته، وهذه هي المهلكة بعينها إذا ما سار عليها الإنسان، فهي ستقوده إلى احتقار غيره والتعالي والحكم عليه، بينما الناس جميعا مرجعهم إلى الله، والحكم فيهم له وحده سبحانه وتعالى، وليس إلى هوى النفس.</p> <p>ولقد نهى الله سبحانه وتعالى عن تزكية النفس فقال: (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)، واليوم نرى بعض الناس يسارعون إلى تزكية أنفسهم اعتقادا بأفضليتهم وإتهام غيرهم ممن قضوا في حادثة المطعم المشؤومة في إسطنبول بجهل وبسوء طوية ونسوا قوله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) (الإسراء / 36)، ودون الرجوع إلى موقف ديننا الحنيف الذي ينهانا عن اللمز في موتى المسلمين بأي طريقة كانت وأن لا نذكرهم إلا بخير في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا) (رواه البخاري).</p> <p>فهؤلاء من وجهة نظري لا يختلفون عن المجرم الذي قام بهذا الفعل ولا يقلون جرما عمن عاونوه وآزروه، فهذا التصرف يندرج ضمن منهج التعالي والإقصاء، واحتكار الحقيقة، والحكم على الناس بالظن وبالشُبه، وهو فعل ليس فيه من خلق الإسلام شيء، فالفاعل قرر أن يحرمهم حق الحياة ظلما وعدوانا وغدرا، وهؤلاء يريدون أن يحرموهم الرحمة والمغفرة في الآخرة تألها على الله، وعليهم أن يتقوا الله وأن يعودوا إلى جادة الصواب، فالإسلام أكد على الأخوة بين المسلمين، وأكد كذلك على ستر المسلم لأخيه المسلم: «كل المسلم على المسلم حرام» (صحيح مسلم)، وأن يحمل المسلم كل شيء على محمل الخير وحسن الظن، وأن لا يظن ظن السوء في إخوته (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)، (الحجرات / 12).</p> <p>وتعاليم الإسلام في هذا كثيرة، وآداب النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي علمنا إياها كمنهج ونبراس لا تنطبق أبدا مع هذه الأقاويل الشائنة التي صدرت منهم على إخوتهم، والتي أضافوا بها سوءا إلى سوء في الفعل، وكان جدير بهم اتباع قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ فِي الْغِيبَةِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ» (رواه أحمد بسند صحيح).</p> <p>فمن قضوا في هذه الحادثة هم إخواننا، ومن بينهم بعض الغرباء، والغريب شهيد، والمغدور شهيد، فقد ورد في فتح الباري لابن حجر من حديث ابن عمر أن: «موت الغريب شهادة»، فبأي حق نفتئت عليهم ونتهمهم والله وحده هو العالم بهم.</p> <p>إن هذا الفعل ليس فيه من تقوى الله شيء، وفعل يعاقب صاحبه إن لم يتب إلى الله سبحانه وتعالى، ويدعو لإخوته بالرحمة، فيجب أن لا نسكت على مثل هذه الأفعال، وأن نحاسب أنفسنا ولا نتجرأ على الله ورسوله، ولنعلم أن الإنسان إذا اشتغل بعيوبه كان هذا أسلم وأدعى من أن يوزع التهم على غيره منزها نفسه، فيجب أن نتوب إلى الله من مثل هذا التفكير، وهذا المنهج الذي يورد للمهالك، فهو نَفَسٌ وعمل شيطاني لا يقود لخير أبدا.</p> <p>فنعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن شرور الشيطان وشركه، ونسأل الله الهداية لنا وللجميع، وأن يرحم إخواننا الذين غُدر بهم ويسكنهم فسيح جناته، وهو أرحم الراحمين.</p> </div> <div class="field field--name-field-tags field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"></div> </div> <div class="field field--name-field-blog-category field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"><a href="/mgalat" hreflang="ar">المقالات</a></div> <div class="field__item"><a href="/mgalat/okaz" hreflang="ar">صحيفة عكاظ</a></div> </div> <section class="c-comments"> </section> Wed, 11 Apr 2018 03:05:32 +0000 ياسر يماني 14 at https://yaseryamani.com وأنه خير خلق الله كُلهم https://yaseryamani.com/mgalat/okaz/%D9%88%D8%A3%D9%86%D9%87-%D8%AE%D9%8A%D8%B1-%D8%AE%D9%84%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%83%D9%8F%D9%84%D9%87%D9%85 <span>وأنه خير خلق الله كُلهم</span> <span><span lang="" about="/user/1" typeof="schema:Person" property="schema:name" datatype="">ياسر يماني</span></span> <span>ثلاثاء, 12/05/2017 - 06:09</span> <div class="field field--name-field-images field--type-image field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"> <img src="/sites/default/files/2020-04/okaz.jpg" width="640" height="360" alt="صورة مقالات - صحيفة عكاظ - موقع الاستاذ ياسر محمد يماني" loading="lazy" typeof="foaf:Image" /> </div> </div> <div class="field field--name-body field--type-text-with-summary field--label-hidden field__item"><p>وُفق الإمام البوصيري رحمه الله في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث اختصر وأجمع، وقال فحوى:</p> <p>فمبلغ العلم فيه أنه بشرُ وأنه خيرُ خلق الله كلهم.</p> <p>فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الهادي والنبراس والدليل، وهو المصطفى المرسول رحمة للعالمين، أنزل عليه الكتاب الكريم، وعاش مبينا له ومشرعاً، (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (الحشر 7)</p> <p>وبذلك كانت العروة الوثقى هي: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبه اهتدينا، وبه نقتدي، وله نصرف كل الحب طاعة لله وتقرباً إليه عز وجل، (أحبوني بحب الله) (الرميذي).</p> <p>والحب عمل من أعمال القلوب، وللقلوب نواميس ورياضات، فيجب أن نعود أنفسنا وأهلينا على الأخذ بالأسباب، والنهل من معين هذا الحب، ويكون ذلك بالاقتداء واستحضار السيرة العطرة لتكون حية في وجداننا، فلا يغيب ميزان محبته صلى الله عليه وسلم عن أذهاننا، ونعمله في الصغيرة والكبيرة، فهو الذي تركنا (على المحجة البيضاء ليلها كنهارها) (ابن ماجة).</p> <p>فما من شيء إلا علمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، عبادة الله، التعامل فيما بيننا، البيع والشراء، صلة الأرحام، حتى أمورنا الشخصية، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد علمتنا كل شيء في قالب من الحنان والرحمة المحمدية التي خصك الرحمن بها فقلت: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم) البخاري ومسلم، لأن حقيقة النهي هي نفع الإنسان، وهذا تجلى رحمة الخالق سبحانه وتعالى، والتيسير في الاتباع مع الاجتهاد والأخذ بالأسباب، وطالب رضا الحق جل وعلا زاده الصدق، فالتوفيق عزيز (وما توفيقي إلا بالله) (هود 85).</p> <p>وقد أظلتنا الذكرى العطرة لمولد الرسول صلى الله عليه وسلم فأحببت أن أذكر نفسي وإخوتي بالتعايش مع لحظات الفضل، وحمل النفس والأسرة على الطاعة، ويا حبذا إن كانت طاعة تبدأ الآن وتستمر، فقليل دائم خير من كثير منقطع، والأعمال بالنيات وليست بالكثرة وإنما بالإخلاص.</p> <p>ومن ألزم الطاعات في وقتنا هذا - وقد آل أمر الأمة إلى ما آل إليه من الفتن والتطرف والتشرذم - أن نخلص الدعاء للإسلام والمسلمين بقلوب صادقة متوجهين إلى الله بمكانة وقدر وجاه هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم.</p> <p>اللهم أعنا على ما تحبه، وعلمنا سنة حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم، وحببنه إلينا محبة تعرفنا بها قدره، وتأخذ بأيدينا إلى ما يرضيك في هذا النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم.</p> <p>وأحسن منك لم تر قط عيني وأجمل منك لم تلد النساء.</p> <p>اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، إنك حميد مجيد.</p> </div> <div class="field field--name-field-tags field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"></div> </div> <div class="field field--name-field-blog-category field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"><a href="/mgalat" hreflang="ar">المقالات</a></div> <div class="field__item"><a href="/mgalat/okaz" hreflang="ar">صحيفة عكاظ</a></div> </div> <section class="c-comments"> </section> Tue, 05 Dec 2017 03:09:00 +0000 ياسر يماني 17 at https://yaseryamani.com إحسان طيب وعشق من نوع آخر https://yaseryamani.com/mgalat/okaz/%D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%B7%D9%8A%D8%A8-%D9%88%D8%B9%D8%B4%D9%82-%D9%85%D9%86-%D9%86%D9%88%D8%B9-%D8%A2%D8%AE%D8%B1 <span>إحسان طيب وعشق من نوع آخر</span> <span><span lang="" about="/user/1" typeof="schema:Person" property="schema:name" datatype="">ياسر يماني</span></span> <span>خميس, 06/08/2017 - 06:00</span> <div class="field field--name-field-images field--type-image field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"> <img src="/sites/default/files/2020-04/okaz.jpg" width="640" height="360" alt="مقالات - جريدة عكاظ - موقع الاستاذ ياسر محمد عبده يماني" loading="lazy" typeof="foaf:Image" /> </div> </div> <div class="field field--name-body field--type-text-with-summary field--label-hidden field__item"><p>هيئة الإغاثة الإسلامية من المنظمات التي لها مكانة خاصة في نفسي، فمنذ نشأتها عملت فيها كمتطوع في زمن إشراف الدكتور فريد قرشي ــ رحمه الله ــ فقد كان هو ومجموعة من زملائه في الجامعة، مثل الدكتور إبراهيم الغفيلي وآخرين من الشخصيات المتميزة التي تعمل في مجال العمل الإنساني بأسلوب مميز وعلى أسس علمية، وقد شاركناهم الحلم وتعلمنا على أيديهم الكثير، وخصوصا أساليب الفكر الوقفي، فرأينا كيف يصنع الرجال الأحلام، ويحققون الأهداف بعيدة المدى، ويعملون بجد واجتهاد، ويأخذون بالأسباب التي توصلهم إليها.</p> <p>كانت تلك الفترة من الفترات المتميزة؛ لأنها شهدت هذا النوع من الفكر، ولا سيما فكر المال الوقفي والتعامل معه بأساليب عالمية حديثة وجديدة في شتى صورها، مثل مشروع سنابل الخير الذي أصبح ــ فيما بعد ــ عصبا رئيسيا في قوام هذه المؤسسة ومصدرا من مصادر قوتها بتوفيق من الله ــ سبحانه وتعالى.<br /> وعلى صعيد نشاط الهيئة في العالم الإسلامي، حققت الهيئة نجاحات كثيرة في التعامل مع الأوضاع المختلفة في دول العالم الإسلامي وفي دول الأقليات الإسلامية، فقد افتتحت كثيرا من المكاتب لتغطي جغرافية معظم الأقطار في العالم، ووضعت برامج عديدة وشاركت العديد من المنظمات الإسلامية ودول كثيرة في برامج أخرى، ولا يستطيع منصف أن ينكر تلك الأدوار الرائدة التي قامت بها، بالرغم من حدوث بعض السلبيات والأخطاء، ولكنها أمر طبيعي في أي عمل بشري بهذا الحجم.</p> <p>ولقد كان في الفترة الأخيرة الأخ الدكتور عدنان باشا يشرف على هيئة الإغاثة كأمين عام لها، واستطاع أن يؤدي دورا متميزا في إعادة ضبط الأمور الإجرائية والإدارية والتدقيق بعمق في الأمور المالية، بما انعكس على تحسين أداء هذه الهيئة العالمية، وهو رجل إداري نشهد له بالنزاهة والكفاءة.. فجزاه الله خيرا على ما قدم.<br /> وكم فرحنا، مؤخرا، بصدور قرار تعيين الأخ العزيز والأستاذ الفاضل إحسان صالح طيب أمينا عاما لهيئة الإغاثة الإسلامية؛ لأنه جاء بخير خلف لخير سلف، وهنا أحب أن أشير إلى أن الأستاذ إحسان طيب يعتبر من الخبرات الكبيرة في العمل الإنساني والاجتماعي وعمودا أساسيا من أعمدته في المملكة وخارجها، وهو رجل جمع بين المكانة العلمية المتخصصة والخبرة الطويلة المتنوعة في مختلف الأنشطة الاجتماعية والإنسانية، فقد كانت له إسهامات في الجمعيات الخيرية وتطويرها وتوسيع آفاقها وفي فتح القنوات بين الدولة، ممثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني، وله تاريخ عمل حافل مع دور الأحداث وفي السجون ودور التوجيه ودور الملاحظة ومكافحة التسول، وفي مختلف الأنشطة الاجتماعية التي تعود على المجتمع بالخير، حتى أطلق عليه العاملون والمسؤولون في هذه القطاعات عاشق العمل الخيري، فقد كان يؤدي عمله بحب وعشق وإيمان راسخ بالرسالة التي يؤديها؛ لذلك كان من الشخصيات القليلة التي زاد بريقها عندما تركت العمل العام وواصلت مسيرها في مؤسسات العمل الإنساني الخاصة، فقد شهدت بنفسي كيف كانت تتسابق تلك المؤسسات على استقطابه ليكون مشاركا معها، سواء بصفة دائمة أو بصفة استشارية؛ لذلك جاء تعيينه أمينا عاما لهيئة الإغاثة الإسلامية بمثابة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ولا أنسى في هذا المقام أن أتوجه بالشكر لمعالي الدكتور عبد الله التركي؛ لأنه ببعد نظره أحسن الاختيار وأعطى القوس باريها.</p> <p>وأخيرا، أبارك لأخي الأستاذ إحسان طيب على هذه الثقة، واسأل الله له التوفيق والنجاح، وأن يجري الله على يديه هو وزملائه في الهيئة الخير الكثير، وأن يضفي من روحه الخيرة وهمته المتوقدة على نشاط هيئة الإغاثة بما يعينها على تحقيق المزيد من أهدافها ورسالتها الإنسانية.<br /> والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.</p> </div> <div class="field field--name-field-tags field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"></div> </div> <div class="field field--name-field-blog-category field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"><a href="/mgalat" hreflang="ar">المقالات</a></div> <div class="field__item"><a href="/mgalat/okaz" hreflang="ar">صحيفة عكاظ</a></div> </div> <section class="c-comments"> </section> Thu, 08 Jun 2017 03:00:40 +0000 ياسر يماني 11 at https://yaseryamani.com