صحيفة مكة https://yaseryamani.com/ ar الحمد لله أن منَّ علينا بك صلى الله عليه وآله وسلم https://yaseryamani.com/mgalat/makkah/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A3%D9%86-%D9%85%D9%86%D9%91%D9%8E-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D9%83-%D8%B5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%A2%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85 <span>الحمد لله أن منَّ علينا بك صلى الله عليه وآله وسلم</span> <span><span lang="" about="/user/1" typeof="schema:Person" property="schema:name" datatype="">ياسر يماني</span></span> <span>أربعاء, 04/03/2019 - 05:58</span> <div class="field field--name-field-images field--type-image field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"> <img src="/sites/default/files/2020-04/makkah.jpg" width="640" height="360" alt="صورة مقالات - صحيفة مكة - موقع الاستاذ ياسر يماني" loading="lazy" typeof="foaf:Image" /> </div> </div> <div class="field field--name-body field--type-text-with-summary field--label-hidden field__item"><p>ورد في كتب الحديث الصحيحة ومنها صحيح النسائي أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خرج على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا ندعو الله ونحمده على ما هدانا لدينه ومنّ علينا بك. قال: آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذلك. قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وإنما أتاني جبريل، عليه السلام، فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة. (صحيح النسائي رقم 5441 وصححه الألباني).</p> <p><br /> فاللهم إننا نحمدك حمدا كثيرا طيبا ومباركا على هذه النعمة العظمى والرحمة الكبرى التي خصصت بها هذه الأمة، فأخرجتنا من الظلمات إلى النور، ومن الكفر إلى الإيمان، وجعلت نور هذه الرسالة المحمدية حيا فينا، يرشدنا إلى ما يرضيك، ويقوينا كلما فرطنا: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) (الأحزاب / 21)، ومن مبعثه رحمة لنا: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (الأنبياء/107)، وعلمتنا أن حبه واتباعه، صلى الله عليه وآله وسلم، هما سبيل النجاة في الدنيا والآخرة.<br /> وأمرتنا بإحياء أيام الله، والفرح بها، وفيها يوم نصر ويوم صبر، فكل حال المؤمن خير، وأي نصر يعدل إشراق نور الهداية على الكون بمولد خير خلق الله، وسيد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين، حبيبنا ونبينا سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أجمعين.<br /> والحب إذا صدقنا فيه يجب أن نأخذ بأدواته، فهو عمل من أعمال القلوب، وللقلوب نواميس، فيجب أن تستحضر مكانة وشرف وعظم قدر من تحب، وتتشرب بسيرته وفضائله ومكارم أخلاقه، وتجعل ذلك كله ماثلا أمامك، آخذا بأدوات المحبة والشوق إليه شعرا ونثرا، وتتذاكر كل ذلك مع الأهل والخلان، حتى يسكن قلبك، فتنقاد إليه بشوق، وتتمثل أفعاله، وأقواله برضى وتسليم وإيمان أن هذا هو مراد الله الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وآله وسلم، فهو كما قال السيد الشاعر أمين كتبي، رحمه الله تعالى:</p> <table cellpadding="1" cellspacing="1"> <tbody> <tr> <td>المصطفى ياقوتـــة ما مثلها</td> <td>   </td> <td>بين الذخائر من كريم الجوهر</td> </tr> </tbody> </table> <p>فلنأخذ بأيدي بعضنا البعض في هذه المناسبة العطرة، قاصدين رضى الله بما شرعه لنا من الطاعات، تمثلا بالحبيب الأعظم، صلى الله عليه وآله وسلم، الذي كان خلقه القرآن، وعلمنا التواضع والصدق والوفاء والرحمة وبر الوالدين ولجم النفس عما لا يرضي الخالق، سبحانه وتعالى، وصفاء النية في التعامل مع الآخرين وحسن الظن بالله الذي قال (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليّ بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إليّ ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) (رواه البخاري ومسلم).<br /> فليذهب كل منا اليوم إلى داره أو جواره، ويذكر ويتذاكر وينشر هذا العطر النبوي الذي قال فيه الشاعر المحب البوصيري:</p> <table cellpadding="1" cellspacing="1"> <caption>البردة للإمام البوصيري</caption> <tbody> <tr> <td>ومبلـــغ العــــلم فيه أنه بشر</td> <td>    </td> <td>وأنه خيـر خلق الله كلهم</td> </tr> <tr> <td>دع ما ادعته النصارى في نبيهـم</td> <td> </td> <td>واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكـم</td> </tr> <tr> <td>وانسب إلى ذاته ما شـئت من شـرف</td> <td> </td> <td>وانسب إلى قدره ما شئت من عظـم</td> </tr> <tr> <td>فــإن فضل رسول الله ليـس له</td> <td> </td> <td>حـد فيعـرب عنـه نــاطق بفم</td> </tr> </tbody> </table> <p>حتى نحيي قلوبنا، ونستعيد توازننا على طريق الحق، بحب الله سبحانه وتعالى وحب حبيبه وصفيه مرشدنا ومعلمنا.<br /> فما أحوجنا إلى كل ذلك في هذه الأيام لما نشهده من فتن تستدعي منا جميعا الرجوع إلى هذا المنهج الصافي والمسلك الراقي، فمهما اختلف الناس فالكل يجتمع على رسول الله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.<br /> عليك أفضل الصلاة وأتم التسليم يا سيدي يا رسول الله.</p> </div> <div class="field field--name-field-tags field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"></div> </div> <div class="field field--name-field-blog-category field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"><a href="/mgalat" hreflang="ar">المقالات</a></div> <div class="field__item"><a href="/mgalat/makkah" hreflang="ar">صحيفة مكة</a></div> </div> <section class="c-comments"> </section> Wed, 03 Apr 2019 02:58:42 +0000 ياسر يماني 10 at https://yaseryamani.com خط أحمر https://yaseryamani.com/mgalat/makkah/%D8%AE%D8%B7-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%B1 <span>خط أحمر</span> <span><span lang="" about="/user/1" typeof="schema:Person" property="schema:name" datatype="">ياسر يماني</span></span> <span>سبت, 12/01/2018 - 06:10</span> <div class="field field--name-field-images field--type-image field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"> <img src="/sites/default/files/2020-04/makkah.jpg" width="640" height="360" alt="مقالات صحيفة مكة - موقع الاستاذ ياسر محمد يماني" loading="lazy" typeof="foaf:Image" /> </div> </div> <div class="field field--name-body field--type-text-with-summary field--label-hidden field__item"><p>(الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا)، وبين في آياته المحكمات ما يهم الخلق في حياتهم وعباداتهم وفي كل شؤونهم، وشرع لهم من التشريعات ما ينظم علاقتهم ببعضهم، وجعلهم متفاوتين في الخلقة والعقل، وأن تختلف اتجاهاتهم ولا تتفق رؤاهم ومواقفهم.</p> <p>ومن ينظر إلى قضية الاختلاف الفكري في الإسلام يجد أنه أمر مشروع ومكفول، وفي بعض الأحيان مندوب إليه، فهو دعانا إلى احترام بعضنا عندما نختلف، وأن يكون الاختلاف الفكري على أسس علمية واشتقاقات صحيحة، وهذا ما يثري الثقافة الإسلامية وأثراها عبر العصور، حتى وإن شط بعض الناس بأفكارهم وذهبوا بعيدا، ولم يلتزموا بالقواعد العلمية التي يستخدمها العلماء ليخلصوا إلى نتائج صحيحة، علينا أن نختلف معهم بشدة، ونفند آراءهم، ولكن في إطار العلم والفكر والاحترام.</p> <p>أما الأفكار عندما تتخطى الخط الأحمر، وتبدأ تنتقل إلى خطاب تحريضي، أو إلى أعمال إجرامية ضد المجتمع بمختلف أشكالها وقوالبها، فهي تصبح جريمة تنفصل علاقتها بالفكر، فالفكر مكانه العقل ومكانه الندوات وقاعات الدراسة، وحتى أحيانا في الصحف، لكن عندما ينتقل الخطاب الفكري إلى عمل تحريضي مباشر، ودعوة للفعل الإجرامي أو الفعل الإجرامي نفسه، فهذه جريمة ليست لها علاقة بالفكر، ولا يجب أن نجد لها مبررات. ونحن قد ندرس الظاهرة وندرس دوافعها ـ وهذا أمر مشروع ـ ولكن فيما يخص من قاموا بها فهذه جريمة ولها عقابها، وهذه الفلسفة هي فلسفة الإسلام، فقد جاء القرآن الكريم واضحا في هذه المسألة: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) واللفظ القرآني جلي وفيه إشارة تقرن القصاص بالحياة، وأن الحياة لا تستقيم دون إعمال الشريعة، والقصاص ممن تعدى على مجتمعه بمختلف الصيغ، فالشرع فيه عقوبات مختلفة، وبدرجات متفاوتة في صورة حدود وتعزير وغيرها لمختلف الجرائم، وهي تختلف أحيانا باختلاف العصور، ولكن هناك من العقوبات ما هو ثابت، ولكن تظل قائمة لأن صلاح المجتمع فيها، والآية: (ولكم في القصاص حياة) هي دعوة لأهل الفكر والمنطق ليتمعنوا في ذلك، فالحكمة متوازنة ككفي ميزان: (القصاص يقيم الحياة)، والموروث الشعبي والحكمة الشعبية من التجربة الإنسانية جاءت أيضا واضحة: (من أمن العقوبة أساء الأدب).</p> <p>وعندما ننظر إلى ما جاء في الحديث النبوي الشريف في هذا الشأن نجد أن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، قد أشار إشارة واضحة جعل فيها السقف في أعلاه وأقصاه عندما ذكر مسألة القصاص والحدود، فقال، عليه الصلاة والسلام، في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» وحاشا السيدة الكريمة السيدة فاطمة أن تفعل، ولكنها إشارة جلية من النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أن المجتمعات تقوم على العدل وعلى القيم التي تجسد العدل، وضرب هذا المثل حتى يكون كل ما دونه مندرجا فيه، فيجب أن نركز على هذا المعنى القرآني والمعنى النبوي الشريف ونتعلم منه. ونحن في بلادنا لنا تجربة يجب أن نراجعها، فعملية المراجعة والمناصحة التي أغرقنا فيها أنفسنا رأينا فيها الناس الذين خضعوا لها عادوا ليحاربوا الدولة، ويحاربوا المجتمع في صور مختلفة، وبطرق شتى، فمسألة التوبة هي مسألة بين العبد وربه، فإذا تاب نسأل الله أن يتقبل توبته، وندعو للجميع أن يقبلهم الله ويقبلنا. ولكن القصاص هذا حق من حقوق المجتمع الذي شرعه الله سبحانه وتعالى، فالذي يرتكب جرما يوقع عليه ما يعادله من عقوبة، بعد ذلك له ما أراد إن شاء التوبة فليتب وإن شاء استئناف حياته وأن يشمله الله برحمته فله ما شاء، وندعو لأنفسنا وللجميع بالهداية، ولكن العقوبة لا خيار فيها، فهي يجب أن تنفذ لأنها فلسفة ربانية ممن خلق الخلق، فهو أعلم بما يصلح أمرهم وشأنهم.</p> <p>فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل وطننا وجميع من فيه ممن يقيمون العدل ويعملون به، فالعدل قيمة سامية، ولكنها ذات وجهين، فأنت تطلب العدل لنفسك لتأخذ حقوقك ولكن في حال خطئك يجب أن ترضى بأن تؤخذ منك الحقوق وتخضع للعدالة فتعطي وتأخذ فتستقيم الأمور. وندعوه تبارك وتعالى أن يلهمنا جميعا الرشد ويهدينا لما يرضيه سبحانه ويرضي نبيه الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وآله وسلم.</p> </div> <div class="field field--name-field-tags field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"></div> </div> <div class="field field--name-field-blog-category field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"><a href="/mgalat" hreflang="ar">المقالات</a></div> <div class="field__item"><a href="/mgalat/makkah" hreflang="ar">صحيفة مكة</a></div> </div> <section class="c-comments"> </section> Sat, 01 Dec 2018 03:10:10 +0000 ياسر يماني 18 at https://yaseryamani.com كشفت «مضايا» عوراتنا https://yaseryamani.com/mgalat/makkah/%D9%83%D8%B4%D9%81%D8%AA-%C2%AB%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7%C2%BB-%D8%B9%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%A7 <span>كشفت «مضايا» عوراتنا</span> <span><span lang="" about="/user/1" typeof="schema:Person" property="schema:name" datatype="">ياسر يماني</span></span> <span>أربعاء, 04/04/2018 - 06:04</span> <div class="field field--name-field-images field--type-image field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"> <img src="/sites/default/files/2020-04/makkah.jpg" width="640" height="360" alt="مقالات صحيفة مكة - موقع الاستاذ ياسر محمد يماني" loading="lazy" typeof="foaf:Image" /> </div> </div> <div class="field field--name-body field--type-text-with-summary field--label-hidden field__item"><p>هزت الصور التي نشرت لمجاعة الناس في مدينتي «مضايا» و «يقين» السوريتين والوضع المأساوي لأهاليهما أطفالا ونساء وشيوخا كل الضمائر الحية، فقد اعتدنا على أن مثل هذه الكوارث تصنعها الطبيعة، فيقف الناس أمامها عاجزين لا حول لهم ولا قوة، ولكن هذه المرة صنعتها أيدي طغاة ومجرمين ممن تجردوا من الإنسانية، وتمادوا فيها بمبررات شيطانية في حقيقتها أطماع وغفلة من غضب الله.</p> <p>لقد أطبقوا الحصار على أُناس أبرياء، ونسوا يد الله الباطشة، وأنه سبحانه يغار على خلقه، وراح كل فريق يبرر أفعاله، فريق يبرر باستقرار الدولة، وآخر بالثورة وحقوق الناس، ونسوا أن الوقود الحقيقي لكل هذه النيران التي أشعلوها هم الضعفاء.<br /> ماذا حدث؟.. هل أصبحنا بلا قلوب؟.. هل عجزنا حتى أن نكون مثل الحيوانات التي باتت اليوم أكثر إنسانية في تعاملها؟.. هل نحن أمة القيم السامية والمنهج المحمدي؟.. أم ضللنا وأضللنا أنفسنا ومن حولنا؟.. هذه أمور قد تحتاج إلى إيضاح، أما مشهدنا اليوم فهو جلي واضح، فكل من ساهم في هذه المذابح والمجازر والحصار أيا كان فهو قاتل لا يمت للإنسانية بصلة، وإذا ما نظرنا إلى هؤلاء نجد أن كلا منهم يرمي التهم على غيره، وربما أمكنه خلط الحقيقة على البشر، أما رب البشر فعليم خبير مطلع سبحانه، حليم وإذا أخَذَ أخَذَ أخْذ عزيز مُقتدر.</p> <p>فليحذر الجميع، فهذا مشهد له ما بعده، فما رأينا وسمعنا قطعا لا يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فدعوة المظلوم وأنين الجائع وبكاء الأم على ابنها يهتز لها عرش الرحمن: (وَاتَّقُوا فِتْنَة لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّة وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الأنفال/25) ونبرأ إلى الله من كل ما فعلوا ونسأله الرحمة والرأفة بعباده.<br /> إننا جميعا مسؤولون أمام الله، صحيح قد لا نعلم الحقائق كأناس عاديين، ولكن الواقع جلي وأنه ظلم وتعد، فلا ينام أحدنا إلا وقد سلط سهام الليل على من ظلم وجنى وتعدى، ويسأل القصاص وطلب الرحمة لهؤلاء الضعفاء، ويشد من أزرهم، وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «الْمُؤْمنُ للْمُؤْمِن كَالْبُنْيَانِ يَشدُّ بعْضُهُ بَعْضا»(متفق عليه)، وعلينا كمؤمنين أن نتمثل قول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث كل بحسب قدرته في إطار الشرع ووحدة الصف للمسلمين، لا بعشوائية خلط الأدوار ولنتبع قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن رأى مِنكُم مُنكرا فليغيِّرهُ بيدِهِ، فإن لَم يَستَطِع فبِلسانِهِ، فإن لم يستَطِعْ فبقَلبِهِ. وذلِكَ أضعَفُ الإيمانِ» (صحيح مسلم).</p> <p>علما بأن الاستطاعة لا تكون بالقوة العضلية أو الحمية أو الانفعال، ولكن بالامتثال لتصريف الله في الكون، الذي سيسأل العالم عن علمه، والحاكم عن سلطانه، وكل حسب ما أولاه، ولنقر في أنفسنا كيف وصلنا بالتطرف وعشوائية التعاطي مع الدين وهذا المنهج السامي وتفسيره على الهوى، وتسخيره للمطامع طلبا للمكاسب الدنيوية، وليس لرضى الله سبحانه وتعالى إلى الحال الذي نحن عليه، فهذا لا يرضيه سبحانه ولنتضرع إليه تعالى أن يدلنا على الأخذ بالأسباب التي ترشدنا إلى صلاح أحوالنا وستر عوراتنا والله غالب على أمره.</p> </div> <div class="field field--name-field-tags field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"></div> </div> <div class="field field--name-field-blog-category field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"><a href="/mgalat" hreflang="ar">المقالات</a></div> <div class="field__item"><a href="/mgalat/makkah" hreflang="ar">صحيفة مكة</a></div> </div> <section class="c-comments"> </section> Wed, 04 Apr 2018 03:04:30 +0000 ياسر يماني 13 at https://yaseryamani.com ولا تفرقوا https://yaseryamani.com/mgalat/makkah/%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%81%D8%B1%D9%82%D9%88%D8%A7 <span>ولا تفرقوا</span> <span><span lang="" about="/user/1" typeof="schema:Person" property="schema:name" datatype="">ياسر يماني</span></span> <span>اثنين, 04/03/2017 - 06:06</span> <div class="field field--name-field-images field--type-image field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"> <img src="/sites/default/files/2020-04/makkah.jpg" width="640" height="360" alt="مقالات صحيفة مكة - موقع الاستاذ ياسر محمد يماني" loading="lazy" typeof="foaf:Image" /> </div> </div> <div class="field field--name-body field--type-text-with-summary field--label-hidden field__item"><p>ابتليت الأمة في السنوات الأخيرة بالتجاذبات والاستقطاب على أسس مذهبية أو طائفية وبدعوات تكفيرية مزقت نسيج المجتمعات، وجعلت آفة التصنيف والإقصاء تصل حتى للأسر، وأصبحنا أمام مشهد مختلط، الجامع الأساسي فيه هو البعد عن المنهج الإلهي الذي علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أن الدين سماحة وسلام، وإصلاح للناس في أمور معيشتهم، وتعاطيهم مع إخوانهم المسلمين وغير المسلمين من شعوب الأرض.</p> <p>وقد أكرم الله المسلمين بهذه الرسالة المحمدية، وجمعهم على «لا إله إلا الله محمد رسول الله» فنجد نبينا يعلمنا كيف نتعامل بما جاء في القرآن من أخوة بين أهل هذه الكلمة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).. تأكيدا على هذه الأخوة وحقوقها، وأنها ركيزة عرى المجتمع الإسلامي.</p> <p>وقد رأينا رسول الله يعاتب سيدنا أسامة بن زيد وهو الحب ابن الحب عندما مكنه الله من عدوه في ساحة القتال فشهد أن لا إله إلا الله ثم قتله سيدنا أسامة لتقديره أنه ما قالها إلا خوفا من الموت، وكان موقف الرسول حاسما معه، وجاءت كلمته معلية لهذا المعنى العظيم وهذا الحصن المنيع: (يا أسامة! أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟!) (أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟!). فنفهم من هذا أن هذه الكلمة العظيمة تفرض حقوقا فورية لمن لاذ بها، فمن استظل بها لا يملك أحد إخراجه إلا هو سبحانه وتعالى عالم السر وأخفى.</p> <p>وقد رأينا كلمة حق ومشعل نور في فتوى الأزهر الشريف بعدم تكفير الطوائف المختلفة من المتطرفين، مع التأكيد على إدانة وتجريم الأفعال والمعاقبة عليها.<br /> وهذا منهج نبوي عمل به الصحابة رضوان الله عليهم فقد جاء عن رسول الله وهو يخبر عن المستقبل (ويح عمار تقتله الفئة الباغية) إشارة إلى تواجده في الفتنة التي ستحدث بعد وفاة رسول الله، فوصف الفئة التي خرجت على سيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه بالبغي أي الظلم.</p> <p>وأكد سيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه هذا المعنى، فرفض أن يصف من خرجوا عليه بالكفر أو النفاق، وقال: (إخواننا بغوا علينا)، مؤكدا على أن أخوة لا إله إلا الله عروة وثيقة لا نملك حلها، وإنما نتعاطى مع المواقف بما يجب لها من الأحكام حتى لو أخذنا على يد الباغي بالقوة أو حكم عليه بالقتل، ويتجلى ذلك في قوله تعالى: (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله).</p> <p>فيجب أن نقتدي بهذا المنهج النبوي الذي يندبنا إلى نبذ التشدد، ونعي أن آراءنا في المسائل الدينية هي فهم نعتقد صحته ويحتمل الخطأ، لأننا بشر لا عصمة لنا، مع التأكيد على حرية الفكر والتحليل والاستنباط والاجتهاد في الفهم بالضوابط العلمية، فاحتكار الحقيقة دعوى باطلة حتى من الناحية الفكرية.</p> <p>والأمة في حاجة إلى لم الشمل ورأب الصدع، ليس بفرض الرأي أو حمل الناس على فهم واحد، وإنما بسعة ورحابة المنهج الإسلامي بأن يقبل بعضنا البعض، ونقارع الفكر بالفكر والحجة بالحجة، طالبين رضا الله سبحانه وتعالى، بعيدين عن هوى النفوس الذي يبرر لكل منا تعديه على إخوته المسلمين.</p> <p>أما التغيير باليد فهو منوط في الشريعة الإسلامية بأولي الأمر ومن في حكمهم كالقضاة مثلا، ولعل السعار الذي نراه في عالمنا الإسلامي من التكفير واستباحة الدماء من مختلف الفرق، هو نتاج لسوء فهم هذه القضية.</p> <p>فعظمة هذا المنهج جعلته نظاما متسقا متوازنا، فكل مكلف فيما أولاه الله، فالمرأة في بيتها، والرجل في أهله ومسؤولياته في العمل والمجتمع، والعالم أو المفكر والداعية وكذلك صاحب الخلق الرفيع مكلفون برسم المنهج عمليا ليقتدى بهم، وقد جاء في الأثر: (ما من مسلم إلا وهو قائم على ثغرة من ثغر الإسلام)، فلكل فرد دور متسق مع نظام المجتمع الإسلامي.</p> <p>ولا يجب أن نغفل عن الدعاء، فدعاؤك للأمة ولإخوتك في ظهر الغيب وطلب الرحمة والصلاح والرضا والاستقامة لهم من أعظم الأدوار، فلا يستهين أي منا بدوره، وليحرص أن يقوم به على وجه يرضي الله تعالى.</p> <p>ومختصر القول إن هدفنا هو جمع الكلمة على حرية الفكر المنضبطة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، برسالة التنوير التي تظهر عظمة هذا المنهج الرباني الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده برحمته لصلاح دنياهم وأخراهم.<br /> والأمر جلل والخطوب كبيرة والتحديات جسام، لكن الله على كل شيء قدير، فعلينا السعي والأخذ بالأسباب والتوفيق بيده عز وجل.</p> <p>ما بين غمضة عين وانتباهتـها<br /> يغيـر الله من حال إلى حال</p> <p>«وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».</p> </div> <div class="field field--name-field-tags field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"></div> </div> <div class="field field--name-field-blog-category field--type-entity-reference field--label-hidden field__items"> <div class="field__item"><a href="/mgalat" hreflang="ar">المقالات</a></div> <div class="field__item"><a href="/mgalat/makkah" hreflang="ar">صحيفة مكة</a></div> </div> <section class="c-comments"> </section> Mon, 03 Apr 2017 03:06:40 +0000 ياسر يماني 15 at https://yaseryamani.com