المرأة ركيزة المجتمع.. وليست نصفه
شعرت بسعادة غامرة وانا اشارك في افتتاح: "منتدى السيدة خديجة بنت خويلد" الذي نظمه مركز السيدة خديجة بنت خويلد التابع للغرفة التجارية بجدة بفندق هوليداي ان تحت شعار: "واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية" بدعوة كريمة من سيدات فاضلات متعلمات من صفوة المجتمع السعودي، وعلى رأسهن صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله، والسيدة مها فتيحي والدكتورة بسمة عمير ، وسيدات اخريات كريمات.
لقد حرصن هؤلاء السيدات على دراسة سيرة ام المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وارضاها والسير على هدي من خلقها الكريم وسيرتها العطرة والاستفادة من ممارستها للعمل التجاري فأعدن صياغته في برامج عصرية ممتازة وتفعيل الآليات المناسبة لذلك من خلال التعاون مع المؤسسات الحكومية ومؤسات المجتمع المدني ولا سيما الشركات التجارية بأساليب علمية آخذات في الاعتبار الأساليب الحديثة واسقطن كل مناقبها على واقعهن العملي والتجاري.
وانني اشد على ايديهن مهنئا على اختيارهن لهذا الموضوع الحساس الذي ينطوي على جانب كبير من الاهمية فمشاركة المرأة في التنمية الوطنية قضية تشغلنا جميعا ونحن احوج ما نكون في هذا الوقت اليها لتبادل الآراء حولها حتى نخلص الى حلول جذرية للاستفادة من طاقات النساء المتعطلة في التنمية الوطنية فهناك الآلاف من بناتنا الحاملات لمختلف المؤهلات لايتم الاستفادة منهن الاستفادة الكاملة وهو ويؤثر سلبا في مسيرتنا التنموية شئنا ام ابينا.
ولقد استمعت لآراء المتحدثين والحمد لله ان هناك آراء جادة طرحت للنقاش اشبعت هذا الموضوع بحثا وساعدت على القاء نظرة مستقبلية فاعلة للحلول المتاحة وربط كل ذلك بالتوجه الاساسي لهذا الدين الحنيف الذي اعطى المرأة كل الحق في العمل والمشاركة في تنمية مجتمعها .. وكم تمنيت ان يتم الاستدلال بتجارب عالمية لدول متقدمة لها تجارب في هذا المضمار بما يتفق مع شريعتنا السمحاء لاسقاطها على واقعنا والاستفادة منها لتحسين وضع المرأة في بلادنا الاسلامية فكم من فتاة او امرأة لامعيل لها هي في امس الحاجة لعمل شريف تقتات منه وتنفق على اسرتها او اولادها وحاجتها هنا تستوي مع حاجة الرجل الى العمل.. ثم لفت انتباهي عند استماعي للنقاشات تكرار عبارة (المرأة نصف المجتمع) في الاستدلال على اهميتها ومكانتها في المجتمع فعدت بذاكرتي الى الوراء الى ذلك اليوم الذي كنت جالسا فيه مع الوالد رحمه الله واسكنه فسيح جناته منصتا لرأيه حول هذا الموضوع وهذه العبارة على وجه الخصوص، وهل تعبر فعلا عن حجم دور المرأة في مجتمعاتنا فقال لي: "ياولدي نحن لاننصف المرأة اذا قلنا انها نصف المجتمع .. فالواقع الذي يراه العقلاء انها ليست نصف المجتمع فقط بل هي ركيزة المجتمع بكامله.. فهي من جانب نصف المجتمع ولكنها من الجانب الآخر ركيزته الأساسية فهي مسؤولة عن تربية وتنشئة النصف الآخر فلا يصلح المجتمع الا بصلاحها ولاتقوم له قائمة الا من خلالها ولا تستطع امة ان تنهض الا بها وكما قال الشاعر: (الأم مدرسة اذا اعددتها ***اعددت شعبا طيب الأعراق) وأي مقولة تقول بغير ذلك فهي غير منصفة".
وختاما فقد اصبحت قضية عمل المرأة ومشاركتها في التنمية الوطنية في هذا العصر قضية مهمة وضرورية ، ومن الواجب في رأيي ان يعالج هذا الموضوع بصورة جدية وواقعية وان نستفيد من خبرات الآخرين في هذا المجال ، وان نتحمل مسئولياتنا امام الله عز وجل ، وان نتلمس حاجة المرأة للعمل ، وان نبحث عن الطرق الصحيحة لعملها ، فما دامت قد تعلمت ، وتخرجت ، فمن الواجب ان نعينها على ان تعمل وتكسب رزقها بعرق جبينها وفق منهج الله من غير إفراط ولا تفريط ..ولاشك ان اجتماعنا في هذا المؤتمر هو عمل صالح واجتماع على الخير ومظهر من مظاهر العمل الطيب الموفق الذي سعدت فيه بالالتقاء بهذه الصفوة المباركة من المشاركين والمشاركات ، وهذه كلمة حق فيهن حتى يعلم المجتمع بما يقمن به من عمل صالح ومخلص واناشد كل المخلصين بدعمهن ومؤازرتهن واسأل الله لهن المزيد من التوفيق والسداد انه انه سميع مجيب.
والله الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل ،،